أحدث المنشورات

الجمعة، 26 أبريل 2013

تفاصيل رحلتي الاخيره الى باريس



تفاصيل رحلتي الاخيره الى باريس
إبراهيم الشرقي
،،،،،،،،،،،،،،،،
في حديقة منزلي في باب اليمن كانت اخر لحظاتي في منزلي قبل المغادره الى باريس اقلني سائقي الخاص الى محطة القطار وودعته قائلا ساعود بعد ايام .. من هناك استقليت القطار متجها الى مطار صنعاء الدولي وماان وصلت المطار حتى وجدت الموظفين في استقبالي ولم يتبقى سوى دقائق على موعد المغادره فانا لا استخدم طيرانا غير الخطوط الجويه اليمنيه نظرا لدقة مواعيدها وانظباطها ورفاهية رحلاتها اقلعت الطائره متجهه الى باريس واثناء الرحله لم اشعر بالطريق نظرا للخدمات الفارهه المتوفره على متن الطائره فتارة اتابع افلام على الشاشه الخاصة بمقعدي وتارة اخرى اتصل لاهلي واطمنهم فالاتصالات متوفره ومجانيه على متن الطيران اليمني وبعد ساعات وصلت الى مطار باريس الدولي .. ما ان وصلت مطار باريس حتى اثار اهتمامي انعدام الخدمات وغياب النظام فحقيبتي ضاعت ولم يجدوها نظرا الى الاهمال اضافة الى موظفوا المطار اللذين كانوا هيئتهم على شكل مخيف فموظف الجوازات في مطار باريس ياكل القات والعمال يرتدون ازياء غريبه ولا وجود للامن سوى مليشيات الفرقه والحرس الخاص الفرنسي على ابواب المطار لا تستطيع ان تفرق بينهم وبين سائقي سيارات الاجره ..
وكان في استقبالي الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) بسيارته المتواضعه
رحب بي في فرنسا فاخبرته بفقدان حقيبتي فقال اتركها فحالما يجدونها سيتصلون عليك
ركبنا السياره متجهين الى منزله وفي الطريق كنت لا ارى اي اثر للحداثة او البناء لم اكن ارى سوى زحمة السيارات وقطع الاشارات المروريه سواء كانت خضراء او حمراء .. كذلك كنت ارى باصات اجره متهالكه ومن مؤخرتها يخرج دخان كثيف ورجل يقف ببابها ينادي (الباب - الباب) واخر ينادي (مذبح - الجامعه) لم اكن اعي ما يقولون لكني اعتقد انها اسماء مناطق في باريس .. اختصر بي الطريق مرورا بالحصبه فاثار اندهاشي ما رأيت من مباني مدمره ومتارس منتشره في المكان فسألته ماهذا يا هولاند فأجاب قائلا هؤلاء قبائل باريس هم وعيال ساركوزي كانوا يخزنوا وياكلوا بردقان في الليل والصباح يتضاربوا
واصلنا سيرنا الى منزل هولاند وكان في استقبالنا زوجته وولديه الصغيرين .. فسألته هل لا يوجد احد غيرهما لديك فقال لدي ولد اخر وربما هو الان في نادي البلياردو وسيعود بعد قليل .. ولكن الابن الاوسط (طعفر بالشفوت) قائلا يا عم اخي راح الجوله يبيع ماء وفاين فنظر اليه والده نظرة توحي بان حسابك بعدين لما يروح عمو
تحت النخلة في حوش هولاند كانت زوجته قد فرشت لنا حصيره فجلسنا نتجاذب اطراف الحديث بينما زوجته كانت تجهز الغداء فقد ذبح هولاند ديكاً كبيرا احتفاء بقدومي واوصى زوجته ان تطبخ لنا سلته
فبادرته قائلاً مابال بلادك هكذا ووضعكم سيئ ياهولاند فاجاب والغصة تملأ قلبه قائلا يا صديقي بلادنا كانت اوضاعها سيئه من زمان وقام الشباب بثوره ورحلوا ساركوزي وحطوني بدله وقلنا الامور بتتصلح لكن طلعت لي حكومه العن من حكومة ساركوزي .. وطلعوا لي السرق حق ساركوزي ومشائخ باريس ثوريين وعلى نفس الحال مثل ماكانوا يسرقوا في عهد ساركوزي وطلعت لي نزاعات مسلحه بين قبائل باريس وبدل ما نصلح البلاد رجعنا نحل المشاكل بينهم ونراضيهم بتقسيم ثروة البلاد ومدخراتها درءاً للفتنه
وقبائل (مارسيليا) قالو مايصلحش تكون العاصمه (باريس) ولازم تكون في (مارسيليا) والا بننفصل ونعمل لنا دوله لوحدنا لان الباريسيين حق سلته وكدم مش حق سياسه
تخيل ياشرقي اخر المسلسل طلعنا حق كدم وسلته ومنعرفش في السياسه
لكن الباريسيين ما سكتوا لهم وردوا عليهم قائلين انتم حق صانونه وشتني ومن متى تفهموا في السياسه
و ابناء (لوهافر) الحالمة الذي قالوا احنا بدنا فيدراليه ولما قلنا لهم مايصلحش نقسم البلاد قالوا وين كنتم انتم لما بدأنا بالثوره ورحلنا ساركوزي
قال لي تخيل ياشرقي اننا نعاني بعد رحيل ساركوزي حتى في السجل المدني .. بعد مارحل ساركوزي كلهم انقلبوا وطنيين وقاموا غيروا اسمائهم باسماء مناطقهم (الباريسي والمارسيلي واللوهافري .. الخ)
حتى في الفيس بوك كاتبين (باريسيه وافتخر - مارسيليه وراسي مرفوع ) وكلها مثل هذه
سالته عن مؤتمر الحوار الوطني الفرنسي
قال لي والله ياصديقي فرحنا وقلنا الفرج في الحوار ورحنا نحتفل في ميدان السبعين وعملنا زيطه وزمبريطه واخرتها انصدمنا بـ أول جلسة وثاني جلسة وعاشر جلسة يتناقشوا حول المرتبات والإقامة والسيارات , وبعد ما كمّلوا , دخلوا في مصالح الاحزاب وصراعات الكتل وتبادل المصلحة بينهم والمحاصصه والمقاحصه وما همهم الا الدولارات حق يوميتهم , ضاربين بمصالحنا عرض الحائط ..!
قلت له ياهولاند الجو غبار وريح خلنا ندخل داخل البيت .. قال للاسف الكهرباء طافي والديزل مافيش وكلفوت الفرنسي كل يوم يخبط لنا الكهرباء ولا عرفنا كيف نتعامل معه ووزير الكهرباء كوز في طاقه والذي قدر عليه فتح لنا وكالة للشمع الصيني
ووقتها زوجة هولاند جابت لنا صحن تمر وحليب وقالت مشوا حالكم على بال ما يجهز الغداء لان الغاز خلص وباطبخ على الحطب وخرج وقتها ابنه الصغير مع امه وكانت حالته غير جميله والمخاط ينزل من انفيه وكان ابوه ينظر اليه والى امه وكأنه يقول خذي ولدك وادخلي لا تفضحينا
المهم قلت له يا هولاند متى بيستقر وضعكم
قال : لمـا قبائلنا وحكماء قبائلنا وأبناء مدننا يحطوا عقلهم في راسهم ويقدّموا مصلحة بلادهم على مصلحة مدنهم , ولمّـا الاحزاب تفْهم وتستوعب أنّها مرحلة وفاق وطني مش مرحلة مكاسب سياسيّة , ولما أفراد وقيادات الامن يعرفوا أن ( المركب ) لما يكثروا فيها الرئساء يغْـرق والفوْضى ما تولّد الا الفوضى , ولما كل مواطن فرنسي يبدا بنفسه , وقتها بـس راح ننجح في تحسين بلدنا وتغييرها ونكون مضرب للمثـل في كـل العالم ( بـ العَمَـل مش بـ الكـلام ) ..
المهم انا ضاقت نفسي من الوضع واستأذنته للمغادره فقال عاد الغداء جاي انتظر قليل .. ناديت زوجته وقلت لها طفي على السلته .. قالت الغداء قريب ايش فيك مستعجل قلت لها في عرس عيالك ان شاء الله اتغدى
وقلت له ياهولاند خليني اروح لبلادي وراي زحمة مواصلات من هنا للمطار وبيني وبينكم انا نفسي انسدّت بعد اللي سمعته ووضعكم سيئ لازم تشوفوا لكم حل .. خاطركم
ورجعت الى صنعاء بحمدالله بعد الكابوس الذي عشته في فرنسا
ما احلاك يايمن وما احلى عمرانك وحداثتك ورقيك
ــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الصقرق
ابراهيم الشرقي
ابريل 2013
Comments
0 Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق