أحدث المنشورات

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الحب في جبهة الحرب لـ إبراهيم الشرقي




كانا كعصفورين وهبتهما السماء لبعضهما طفلان يلعبان ويتسابقان فتارة تسبقه وتارة يسبقها
جدتهما العجوز كانت تجلس كل صباح في حديقة المنزل وهي ترمقهما برمقات حب واستلطاف وحسرة على ايام طفولتها
كانت تقول لهما ياصغيري لن يفرقكما الا الموت
يكبران كما يكبر معهما شئ بداخلهما اكبر من الحب والعشق فهما شخصان بقلب واحد
تموت الجدة العجوز ويكبران فتحجبهما عن بعضهما عادات وتقاليد الحي ولم يعد يراها الا اختلاسا بين الحين والاخر
ينهي تعليمه الثانوي والجامعي ليبدأ رحلة البحث عن وظيفة حتى يكون قادرا على التقدم لخطبتها واكمال حلمهم المستحيل
بحثه يطول ويطول وفي الاخير تقفل امامه جميع الابواب عدا باب واحد
لم يجد بداً من الالتحاق بالجيش فقبل بتلك الوظيفه الوضيعه في نظره رغم انه يعرف ان كونه جندي في الجيش فهذا يتوجب عليه الابتعاد عن الحي فترة طويله ولن يعد باستطاعته اختلاس النظر الى حبيبته ورغم ذلك مكرها يذهب بعيدا عن الحي وكله امل ان يعود اليها وهو جندي له قدره في المجتمع
يودعها ذات صباح  ليذهب وهو يقول لها سأعود يوما أعدك بذلك
يذهب الى الجيش ويكمل 6 أشهر بعيدا عنها وعن بلدته فتشب حربا بين بلده وجارتها فينتدب للجهاد مرغما
كان وصديقه في جبهة القتال يتجاذبان اطراف الحديث في استراحة مجاهد فتسقط احدى القذائف بالقرب منهما فيتأذى صديقه فيحاول جاهدا انقاذه ولكن لا فائده فصديقه يموت بين ذراعيه  وتقطع ساقه هو لعدم تمكنه من اجراء جراحة عاجلة لها بسبب الحرب الطاحنه فالعشرات من رفاقه يموتون يوميا
يغادر ساحة الحرب بساق واحده
لم يستطع العوده الى بلدته خوفا ان تراه من وعدها بالرجوع اليها على حالته فترفض الزواج منه
طال غيابه وتوالت الاشاعات بانه قد مات فيتقدم اليها اشخاص كُثر فترفض الزواج منهم وتقرر الوفاء لحبيبها ورفيق طفولتها
لديه صديق في البلده كان هو من ينقل له اخبار البلده دون ان يعلم احد
مرت السنين سراعا وبدأ الشيب يداهم حياتهما فهما الان في سن الاربعين رجل بقدم واحده وامرأة فقدت حبيبها في الحرب
كل يوم كان يمر عليه يتمنى لو انه مات مع صديقه في الحرب فخوفه ان ترفضه هي بسبب انه معاق كان يشكل له أرق نفسي
عيد ميلاده الاربعين يحل به والالم يعتصره فهو غادر بلدته في سن الــ 25  ولكن صدبقه ظل يقنعه بالعوده فهي لا تزال تحبه ومخلصة له
اخيرا قرر العوده الى بلدته بعد 15 عام بالكاد عرفا بعضهما ونسيا المهما وبدأ يسرحان بخيالهما الواسع بين الذكريات والعتاب
تسامحه هي على ابتعاده عنها وتغفر له خطئه ويعود لهما الحب كما كان ولكنه حبا عجوز لا يجدي نفعا
عام مضى على عودته فيقررا الزواج اخيرا وينتظران ليلة زفافهما على احر من الجمر
في ليلة زفافهما كان يراها مجهدة على غير العاده ... ساءت حالتها اكثر فاظطر الى اخذها الى المستشفى في ليلة زفافها وهي عن الوعي غائبه
في المستشفى يفقد الامل ليكتشف ان حبيبته كانت تعاني من مرض خبيث ومن ثم تموت في ليلة زفافها.


إبراهيم الشرقي
فبراير 2013



Comments
0 Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق