أحدث المنشورات

الأحد، 10 فبراير 2013

حرارة الصقيع في فصل الشتاء لـ إبراهيم الشرقي



في ليلة ليست ككل الليالي كان البرد يشتد ضراوة
 وكنت انظر من نافذتي المطله على منظر شتاء لم تعهد له الارض مثيل منذ عدة اعوام
بيدي اقلب روايات واحتسي كوب من القهوه تلو الاخر وانا انظر من خلف زجاج نافذتي
كان الشتاء يشتد فلم اعد اقاوم ذلك الصقيع ولكن المنظر الساحر كان يأخذني بعيد االى مدينتي التي تركتها منذ عامين مظطرا للعيش خارج وطني بضع سنوات
صار لاشئ باستطاعته ان يدفيني من ذاك البرد سوى صوتها الذي اعتدت عليه
لجأت الى هاتفي واتصلت بها ولكن لا احد يجيب ارسلت لها رسالة تلو الاخرى ولكنها لا ترد
لجأت الى بعض الروايات كي اتسلى بها في ذالك الليل الطويل
كانت الصدفه قد اختارت لي رواية (حلم ليلة في منتصف الصيف) للكاتب الانجليزي وليام شكسبير
كان عنوان الرساله يناقض الواقع فانا في منتصف الشتاء ورغم ذلك فتحتها وبدأت اخطو خطى حثيثه بين اسطرها
كنت اغوص في اعماق الروايه لعل دفئ صيفها يعطيني امل في الصمود ،، فمدفئتي هي الاخرى قد عملت باقصى جهدها ولكنها عجزت ان تسعدني او تخفف عني شيئا من ذلك
كان الليل قد قارب على الانتهاء فغادرت النافذه واتجهت الى فراشي لانال شيئا من الراحه وما ان وضعت رأسي على وسادتي حتى بدأ هاتفي بالرنين كانت هي من تتصل ...  نعم هي من تتصل فرحت كثيرا وفتحت الخط لاسمع همهمة غير مفهومه
هل انتي بخير ؟
هذا ما قلته انا ولكن لا مجيب
انتابني شعور غريب ان مكروها ما قد حصل لها

عدت لاقول هل انتي بخير اخبريني فقلبي لم يعد يحتمل
قالت نعم انا بخير ومسرورة رغم الحزن ،،،
يالله .... نقيضين اخرين يتكرران في هذه الليله التي طالت اكثر من اي ليلة اخرى
صمتت ولم تجب بعدها واقفلت خط الهاتف بيننا
اعدت الاتصال مرارا ولكن كان هاتفها مغلقا
وفي الصباح حزمت امتعتي عائدا الى وطني وكلي امل ان اجد كل شئ على مايرام .
.
.
.
.
.
إبراهيم الشرقي
فبراير 2013
Comments
0 Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق