في ليلة ليست ككل الليالي كان البرد يشتد ضراوة
وكنت انظر من نافذتي المطله على منظر شتاء لم تعهد له الارض مثيل منذ عدة اعوام
بيدي اقلب روايات واحتسي كوب من القهوه تلو الاخر وانا انظر من خلف زجاج نافذتي
كان الشتاء يشتد فلم اعد اقاوم ذلك الصقيع ولكن المنظر الساحر كان يأخذني بعيد االى مدينتي التي تركتها منذ عامين مظطرا للعيش خارج وطني بضع سنوات
صار لاشئ باستطاعته ان يدفيني من ذاك البرد سوى صوتها الذي اعتدت عليه
لجأت الى هاتفي واتصلت بها ولكن لا احد يجيب ارسلت لها رسالة تلو الاخرى ولكنها لا ترد
لجأت الى بعض الروايات كي اتسلى بها في ذالك الليل الطويل
كانت الصدفه قد اختارت لي رواية (حلم ليلة في منتصف الصيف) للكاتب الانجليزي وليام شكسبير
كان عنوان الرساله يناقض الواقع فانا في منتصف الشتاء ورغم ذلك فتحتها وبدأت اخطو خطى حثيثه بين اسطرها
كنت اغوص في اعماق الروايه لعل دفئ صيفها يعطيني امل في الصمود ،، فمدفئتي هي الاخرى قد عملت باقصى جهدها ولكنها عجزت ان تسعدني او تخفف عني شيئا من ذلك
كان الليل قد قارب على الانتهاء فغادرت النافذه واتجهت الى فراشي لانال شيئا من الراحه وما ان وضعت رأسي على وسادتي حتى بدأ هاتفي بالرنين كانت هي من تتصل ... نعم هي من تتصل فرحت كثيرا وفتحت الخط لاسمع همهمة غير مفهومه
هل انتي بخير ؟
هذا ما قلته انا ولكن لا مجيب
انتابني شعور غريب ان مكروها ما قد حصل لها
عدت لاقول هل انتي بخير اخبريني فقلبي لم يعد يحتمل
قالت نعم انا بخير ومسرورة رغم الحزن ،،،
يالله .... نقيضين اخرين يتكرران في هذه الليله التي طالت اكثر من اي ليلة اخرى
صمتت ولم تجب بعدها واقفلت خط الهاتف بيننا
اعدت الاتصال مرارا ولكن كان هاتفها مغلقا
وفي الصباح حزمت امتعتي عائدا الى وطني وكلي امل ان اجد كل شئ على مايرام .
.
.
.
.
.
إبراهيم الشرقي
فبراير 2013